تعتبر موسيقى السامبا النوع الموسيقي الأكثر شعبية في الثقافة البرزيلية نظرًا لانتشارها الكبير في جميع أنحاء البلاد والتي تتخذ فيه أشكالًا مختلفة في كل منطقة تبعاً للمكون الإجتماعي والعرقي الذي يؤدي بدوره إلى التنوع الثقافي والفني ،ولكنها ومهما اختلفت في أماكن توزعها الجغرافي تظل موسيقى السامبا محافظةً دائمًا على طقوس الفرح والإيقاع الممتعين المحيطين بها.
أصل السامبا : تم إنشاء السامبا في البرازيل من خلال المزج بين إيقاعات الطبول التي جلبها السود المستعبدين أنذاك والإيقاعات الأوروبية مثل البولكا ، والفالس و المازوركا ،وهنالك جدل حول أصل كلمة "السامبا" ، ولكن وكما قيل فإنها قد أتت من المصطلح الأفريقي ( سيمبا ) وهي رقصة إفريقية كان يؤديها السود المستعبَدون خلال أوقات فراغهم وكان يطلق عليها أيضاً أسم umbigada . وتعتبر Recôncavo Baiano - وهي المنطقة المحيطة بخليج Todos-os Santos تودوس أوس سانتوس - مسقط رأس السامبا البرازيلية وبالأخص عادات الرقص والعزف والغناء التي يتميز بها سكان تلك المنطقة .
بعد إلغاء الرق في عام 1888 وتأسيس الجمهورية البرازيلية في عام 1889 ذهب العديد من السود إلى عاصمة الجمهورية آنذاك ريو دي جانيرو بحثًا عن العمل ،وفي ذلك الوقت كان ينظرإلى أي مظهر ثقافي أفريقي بعين الريبة والتمييز لدرجة قد وصلت حدَّ تجريمه كما حصل مع رقصة الكابويرا وديانة الكاندومبليه وغيرها من الأنشطة الثقافية المرتبطة بالسكان السود ،ولهذا الأمر فقد عمل محبي السامبا على إقامة حفلاتهم في منازل "العمات" أو "الجدات" من الآباء الأمريكيين المنحدرين من أصل أفريقي والقاطنين في مدينة ريو دي جانيرو ،ويعتبر منزل تيا تشياتا tia ciata ( الخالة تشياتا ) والدة القديس كاريوكا من أشهر الأماكن التي كانت تقيم حفلات السامبا في العاصمة ،وكذلك منزل الموسيقية العظيمة Chiquinha Gonzaga تشيكنيا غونزاغا .
لم تكن السامبا حتى ذلك الوقت معروفة بهذا الإسم بل كانت تسمى الفالس أو حتى التانغو البرازيلي إلى أن تم تسجيل ما يعتبر أول أغنية سامبا في العام 1917 بعنوان "هاتف بيلو" Pelo Telefone من كلمات ماورو دي ألميدا Mauro de Almeida ودونغا Donga لتبدأ موسيقى السامبا بدخول قاعات النخبة من السياسيين ورجال الأعمال إلى أن ارتبطت في النهاية بالكرنفال البرازيلي المعروف .
أدى ظهور الراديو والفنانين الجدد مثل : كارمن ميراندا Carmem Miranda وأراسي دي ألميدا Aracy de Almeda وفرانسيسكو ألفيس Francisco Alves إلى جعل السامبا تحظى بشعبية متزايدة في جميع أنحاء البرازيل .
تأسست أول مدرسة لموسيقى السامبا في البرازيل في العام 1928 في مدينة ريو دي جانيرو Rio de Janeiro .
ويتم الاحتفال بيوم السامبا الوطني في الثاني من شهر ديسمبر ( كانون الأول ) بالتزامن مع ذكرى الزيارة التي قام بها الملحن آري باروسو Ary Barroso لولاية باهيا مسقط رأس السامبا للمرة الأولى .
Comments