top of page

مدينة الرب Cidade De Deus


فيلم عنف برازيلي مُقتبس عن كتاب يحمل نفس الإسم للكاتب باولو لينيس نشره عام 1997 من إخراج فرناندو ميرليس وكاتيا لاند ,تم عرضه في البرازيل عام 2002 لُيحدثَ تأثيراً دولياً كبيراً ,وليُصبح فيما بعد واحداً من الأعمال البارزة في السينما البرازيلية ,تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عدة مرات عن فئات أفضل مخرج وأفضل سيناريو مُقتبس وأفضل تصوير وأفضل تحرير ,كما تم تصنيفه في مجلة التايم الأمريكية كواحد من أفضل مئة فيلم في التاريخ .

غير أن نجاحه لم يكمن فقط في جوانبه البصرية والتقنية والجمالية فحسب ,بل أيضاً في الرسالة الإجتماعية التي نقلها .

حيث يُظهر هذا الفيلم جانباً لا يعرفه الجميع عن البرازيل وقلائل من يستطيعون أن يرونه بأم العين ! ولهذا السبب كان فيلماً لا يمكن تفويته أبداً ,الأمر الذي أكده الكاتب والصحفي البرازيلي المشهور زيونير فينتورا .

يُظهر لنا الفيلم مدى صعوبة وخطورة العيش في المكان الخاضع لأعمال الجريمة المنظمة وعنف وفساد رجال الشرطة ,ويحكي لنا عن لسان بطله بوسكابي القصص المأساوية للعديد من أفراد المجتمع الذين عايشوا تلك الظروف المستحيلة ,كما يُسلط الضوء أيضاً على الجهود التي يبذلها البطل لتحقيق حلمه بأن يصبح مصوراً فوتوغرافياً .


بُنيت المدينة في الواقع في ولاية ريو دي جانيرو في العام 1960 بعد أن تشرد عدد كبير من سكان القرى إثر الفيضانات التي دمرت مساكنهم ,غير أن الحكومة كانت قد أسستها في بداية الأمر لغرض إيواء موظفي الخدمة المدنية ,لتتحول هذه المدينة فيما بعد مع بداية الثمانينات إلى بؤرة لأعمال الجريمة المنظمة ,ولتصبح واحدة من أخطر الأماكن في البرازيل بلا منازع .


عند تحليلنا لأحداث الفيلم نُدرك بأنه يسعى وبشكل أساسي إلى إدانة العديد من المشاكل الإجتماعية كالفقر ونقص الموارد والخيارات والفرص التي يواجهها العديد من أفراد المجتمع ,كما أنه يُشير وبشكل مباشر إلى كل المتواطئين في خلق هذه البيئة المرعبة المتمثلين بالحكومة اللامبالية والشرطة الفاسدة ووسائل الإعلام الفضولية .


يُسلط المخرجان الضوء في الفيلم على خلفية المجرمين ودوافعهم كوسيلة لفهم الأبعاد الحقيقية لما جرى في تلك المدينة ضمن إطار تطوري ومتلاحق ,حيث أن جميع أفراد العصابة يبدأون كأطفال عاديين يذهبون إلى المدرسة جياعاً وبدون وجهات نظر ,ويعيشون مع العنف بشكل يومي ,لينتهي بهم الأمر في أحضان الفصائل المتقاتلة ,وليتم التعامل معهم على أنهم رجال من المتوقع منهم أن يَقتلوا ويموتوا لأجل القائد والتنظيم ,وفي مشهد سوريالي نرى بأن الأطفال كانوا يريدون أن يكتبوا قائمة بأسماء أعدائهم ليقوموا بتصفيتهم غير أنهم لم يستطيعوا إتمام الأمر لأنهم لم يكونوا يجيدون الكتابة !


نشير أخيراً إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد زار مع عائلته (مدينة الرب) في العشرين من شهر مارس عام 2011 للتعرف على العمل الاجتماعي للمنظمات غير الحكومية هناك .

ويجدر بالذكر كذلك إلى أن المواجهات في عشوائيات ريو دي جانيرو مستمرة حتى اليوم بين عصابات تجار المخدرات والجيش البرازيلي .


Comments


Post: Blog2_Post

©2020 by barzilian arts فنون البرازيل. Proudly created with Wix.com

bottom of page