في 11 يناير 1928 استيقظت الرسامة تارسيلا دو أمارال Tarsila do Amaral 1886-1973 متحمسة في يوم عيد ميلاد زوجها الكاتب المعروف أوزوالد دي أندرادي Oswald de Andrade 1890-1954 بعد أن أعدت له مفاجأة دخلت تاريخ الفن البرزيلي ... والتي هي عبارة عن لوحة كانت قد رسمتها بشكل سري في الأشهر القليلة الماضية .
امتدح الزوج اللوحة عندما نظر إليها لأول مرة قائلاً : (يا إلهي إنها لوحةٌ إستثنائية … إنه الرجل المزروع في الأرض ! ) وفي وقت لاحق عرض أوزوالد اللوحة على صديقه الشاعر راؤول بوب Raul Bopp ليبدأن معاً بالنظر عميقاً بمضمون اللوحة الغامضة حيث قاما بصياغة مقاربة لغوية يمكنها أن تحقق تعبيراً خاصاً عن هذه اللوحة من خلال التأمل في ظهورالرجل العاري والذي قد يبدو من البدائيين ،ومن هنا جاءت كلمة أبابورو ( Abaporu ) أو(الرجل الآكل) لتتحول ما كانت هدية في عيد ميلاد الزوج إلى واحدة من أشهر لوحات الفن الحديث في البرازيل ... وبالتأكيد الأكثر قيمة كذلك .
تقول تارسيلينيا دو أمارال Tarsilinha do Amaral ابنة الأخ والمسؤولة عن حقوق العمل في مقابلة مع بي بي سي نيوز البرازيل :( انتهى الأمر بأن تصبح الصورة رمزًا لكل ما تعنيه الحداثة الأمر الذي أدى لاستيعاب الثقافة الأوروبية المهيمنة في ذلك الوقت وتحويلها إلى شيء وطني جديد ) .
ومن العجيب في هذه القصة هو أن الزوجين قد انفصلا في وقت لاحق بعد قررت الفنانة بأن تبقى اللوحة مع زوجها بعد إجراء عملية اقتسام الأملاك !
تم عرض لوحة أبابورو Abaporu بعد ذلك في مجموعة من أهم معارض العالم مثل إيطاليا وفرنسا وساو باولو وريو دي جانيرو ليتم بيع اللوحة في عام 1995 في مزاد كريستي الشهير في نيويورك حيث تم شراؤها من قبل رجل الأعمال الأرجنتيني إدواردو كونستانتيني مقابل 1.35 مليون دولار أمريكي لتحقق اللوحة رقماً قياسياُ وطنياً في ذلك الوقت .
![](https://static.wixstatic.com/media/85b955_4c5ee857731b47cfa2f5ecde8951b4bb~mv2.jpg/v1/fill/w_620,h_620,al_c,q_85,enc_auto/85b955_4c5ee857731b47cfa2f5ecde8951b4bb~mv2.jpg)
Comments